و هو و ان كان احسن من غيره من بعض الجهات ,
لكن يرد عليه ايضا بعض الاشكالات لشموله عمل المقلد ايضا , فانه ايضا يحصل الحجة
على الحكم الشرعى , غاية الامر من طريق دليل اجمالى و هو ( ان كل ما حكم به
المجتهد فهو الحجة على المقلد( .
هذا مضافا الى شموله للمسائل الاصولية لخلوه
عن قيد ( الفرعية( , و مضافا الى ما اورد على التعاريف السابقة بالاضافة الى
التعبير بالحكم من انه ليس جامعا لجميع المصاديق .
فالاولى فى تعريف الاجتهاد ان يقال :
الاجتهاد هو استخراج الحكم الشرعى الفرعى او الحجة عليه عن ادلتها التفصيلية .
بقى هنا شىء : و هو ما ذهب اليه بعض الاعلام
فى تنقيحه من ان ملكة الاجتهاد تحصل للانسان و ان لم يتصد للاستنباط ولو فى حكم
واحد , و قال فى توضيحه : ( ان ملكة الاجتهاد غير ملكة السخاوة و الشجاعة و نحوهما
من الملكات , اذا الملكة فى مثلهما انما يتحقق بالعمل و المزاولة كدخول المخاوف و
التصدى للمهالك , فان بذلك يضعف الخوف متدرجا و يزول شيئا فشيئا حتى لا يخاف صاحبه
من الحروب العظيمة و غيرها من الامور المهام , فترى انه يدخل الامر الخطير كما
يدخل داره , و كذلك الحال فى ملكة السخاوة فان بالاعطاء متدرجا قد يصل الانسان
مرتبة يقدم غيره على نفسه فيبقى جائعا و يطعم ما بيده لغيره , و المتحصل ان العمل
فى امثال تلك الملكات متقدم على الملكة , و هذا بخلاف ملكة الاجتهاد لانها انما
يتوقف على جملة من المبادى و العلوم كالنحو و الصرف و غيرهما , و العمدة علم
الاصول فبعد ما تعلمها الانسان تحصل له ملكة الاستنباط و ان لم يتصد للاستنباط ولو
فى حكمواحد( [2] .
[1]التنقيح
, فى شرح العروة الوثقى , طبعة مؤسسة آل البيت , ج 1 , ص 22 .
[2]التنقيح
, فى شرح عروة الوثقى , طبعة مؤسسة آل البيت , ج 1 , ص 21 .
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 599