responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 45

ان قلت : هذه الحالة النفسانية قبل ابرازها فى مقام العمل امر غير اختيارى فلا معنى لحرمتها لولا الحديث حتى ترفع امتنانا .

قلنا : يمكن عادة رفع هذه الحالة بالمجاهدات و الرياضات النفسانية و التفكر فى انها ملكة رذيلة توجب خسة النفس و دنائتها فيكون رفعها تحت اختيار الحاسد , و يمكن للشارع عدم رفعها بوجوب تهذيب النفس فيكون رفعه للوجوب منة على العباد .

اما الطيرة فهى من مادة الطير بمعنى التشأم و قراءة الطالع بالطيور ثم توسع فى ذلك حتى عمت سائر طرق التشأم , فان العرب فى الجاهلية كانت تلتزم و تعتنى بما يتشأم بالطيور و غيرها , و كانت الطيور تسدهم عن مقاصدهم فللشارع المقدس ان يمضى تلك الالتزامات , ولكنه ردع عنها امتنانا حتى لا يتعطل حياتهم لامور لا واقع لها .

و اما الوسوسة فى التفكر فى الخلق ( او التفكر فى الوسوسة فى الخلق ) فالمراد من الخلق فى هذه الجملة يمكن ان يكون على احد معنيين :

الاول : ان يكون بمعنى الخالق , اى خالق البارى فيتفكر فى انه من خلق البارى تعالى ؟

و هو سؤال يشكل جوابه على العوام ( و ان كان واضحا عند المحققين لان الحاجة الى الخالق تتصور بالنسبة الى كل حادث او ممكن الوجود , و الله تبارك و تعالى لا يكون حادثا او ممكنا ) و مع ذلك كان امرا شايعا فى عصر صدور الحديث و كانوا يتوهمون حصول الكفر به فرفع الشارع اثره المتوهم امتنانا .

الثانى : ان يكون فى مقابل الخالق , والمراد منه حينئذ الوسوسة فى التفكر فى البلايا و الشرور , و تكرار القول ب ( لم( بالنسبة اليها , اى القول بان الله تعالى لم خلق الشىء الفلانى , و لم خلق العالم كذا و كذا , فرفع الشارع حرمة هذه الوساوس امتنانا .

و ان قيل : بعض هذه الامور مرفوع من جميع الامم , قلنا : نعم ولكن الامتنان انما هو بالمجموع من حيث هو المجموع .

الامر التاسع : لا يخفى ان النسبة بين هذا الحديث و ادلة الاخباريين نسبة

نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست