نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 400
و الحق فى الجواب ان يقال : ان الواسطة فى
ما نحن فيه خفية فلا يكون الاصل مثبتا والا فليكن الاستصحاب مثبتا حتى فى مورد
ادلة الاستصحاب لان ما هو معتبر فى الصلوة انما هو تقيد افعالها بالوضوء , لمكان
معنى الشرط , و هو من اللوازم العقلية لاستصحاب بقاء الوضوء كما لا يخفى , مع ان
جواز هذا الاستصحاب مصرح به فى نفس الصحيحة المعتبرة الدالة على حجية الاستصحاب .
اضف الى ذلك ان من روايات الباب رواية على
بن محمد القاسانى المذكور سابقا ( صم للرؤية و افطر للرؤية ) و لا اشكال فى ان
المستصحب فى موردها هو الزمان .
بقى هنا شىء : و هو ان الشك فى الزمان قد
يكون من قبيل الشبهة المصداقية كما اذا شككنا فى ان غروب الشمس تحقق ام لا ؟ او
شككنا فى تحقق طلوع الفجر او شهر رمضان , و قد يكون من قبيل الشبهة المفهومية كما
اذا شككنا فى مفهوم المغرب و انه هل وضع لاستتار القرص او لذهاب الحمرة ؟
لا اشكال فى جريان الاستصحاب فى الشبهة
المصداقية لتمامية اركانه فيها , و اما الشبهة المفهومية فالصحيح عدم جريانه فيها
لان المستظهر من ادلة الاستصحاب ان متعلق الشك انما هو الوجود الخارجى للشىء لا
مفهومه , و بتعبير آخر لا بد ان يكون الشك فى عمر المستصحب فى الخارج والاستصحاب
يزيد على عمره شرعا و تعبدا , بينما فى الشبهات المفهومية لا شك فى الوجود الخارجى
, لان الخارج معلوم عندنا فنعلم بان قرص الشمس استترت و الحمرة لم تزل , انما الشك
فى المراد من لفظ المغرب الوارد فى الاحاديث .
نعم : يمكن جريان الاستصحاب بالنسبة الى وضع
اللفظ , بان يقال : ان الشارع او العرف لم يضع لفظ المغرب سابقا فى استتار القرص ,
والان شككنا فى وضعه , فيجرى استصحاب عدم وضعه للاستتار .
ولكن فيه اولا : انه معارض باستصحاب عدم
وضعه لذهاب الحمرة .
و ثانيا : انه مثبت لان المقصود منه اثبات
وضع اللفظ لذهاب الحمرة اولا ثم
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 400