نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 363
ان قلت : ما هى حقيقة الاعتبار ؟
قلنا : انها عبارة عن سلسلة من الفروض و
التشبيهات التى يترتب عليها آثار عقلائية , لتوافقهم عليه , فهى فروض ذات آثار
عقلائية , فانهم مثلا يلاحظون الملكية التكوينية الخارجية التى اتمها و اكملها
مالكية ذات البارى تعالى لعالم الوجود ( و هى نفس سلطته و احاطته على العالم ) و
من مصاديقها مالكية الانسان على اعضائه وصور ذهنه , و مالكيته على افعاله بواسطة
الاعضاء , فان جميع ذلك سلطات تكوينية خارجية .
ثم انهم يفرضون فى عالم الذهن امرا يشبه ذلك
و يرون لزيد مثلا سلطة على الدار الكذائية , كسلطته على اعضائه , و هكذا فى
الزوجية فيلاحظون زوجية مصراعى الباب فى الخارج مثلا , و يعتبرون مثلها للزوج و
الزوجة الى غير ذلك من اشباهها , فهى بجميها كعكوس و مرايا لما فى الخارج , و صور
ذهنية يشابهها .
ثالثها : الوهميات , و هى عبارة عن اوهام
الناس و تخيلاتهم التى لا قيمة لها عند العقلاء , و ليست مبدأ للاثار عندهم .
اذا عرفت هذه المقدمات الثلاثة فاعلم ان
الاقوال فى حقيقة الاحكام الوضعية ثلاثة :
الاول : ما عبر شيخنا الاعظم الانصارى عنه
بما نصه : ( المشهور كما فى شرح الزبدة بل الذى استقر عليه رأى المحققين كما فى
شرح الوافية للسيد صدرالدين : ان الخطاب الوضعى مرجعه الى الخطاب الشرعى , و ان
كون الشىء بسببا لواجب هو الحكم بوجوب ذلك الواجب عند حصول ذلك الشىء , فمعنى
قولنا اتلاف الصبى سبب لضمانه انه يجب عليه غرامة المثل او القيمة اذا اجتمع فيه
شرائط التكليف من البلوغ و العقل و اليسار و غيرها , فاذا خاطب الشارع البالغ
العاقل الموسر بقوله ( اغرم ما اتلفته فى حال صغرك( انتزع من هذا الخطاب معنى يعبر
عنه بسببية الاتلاف للضمان( .
و حاصله ان الاحكام الوضعية كلها امور
انتزاعية من الاحكام التكليفية , ليست
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 3 صفحه : 363