المقام الاول فى اسناد الحديث

اما المقام الاول فقد روى هذا الحديث من طريقين :

احدهما : ما ورد فى توحيد الصدوق و خصاله بسند معتبر عن حريزبن عبدالله عن ابى عبدالله ( ع ) قال : ( قال رسول الله ( ص ) : رفع عن امتى تسعة اشياء : الخطا و النسيان و ما اكرهوا عليه , و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطروا اليه , و الحسد , و الطيرة , و التفكر فى الوسوسة فى الخلق , و ما لم ينطقوا بشفة( . [1]

و قد تؤيد هذه الرواية بمرفوعة محمد بن احمد النهدى عن ابى عبدالله ( ع ) قال :( قال رسول الله ( ص ) : وضع عن امتى تسع خصال : الخطاء , و النسيان , و ما يعلمون , و ما لا يطيقون , و ما اضطروا اليه , و ما استكرهوا عليه , و الطيرة , و الوسوسة فى التفكر فى الخلق , و الحسد ما لم يظهر بلسان اويد( . [2]

و بين الروايتين فرق بالنسبة الى ما جاء فى ذيلهما فورد فى الرواية الاولى (( والتفكر فى الوسوسة فى الخلق( و فى الثانية ( و الوسوسة فى التفكر فى الخلق , و حيث ان من المستبعد جدا كونهما روايتين مستقلتين نستكشف وقوع خطا من جانب الراوى فى احديهما , ولكن الذى يسهل الخطب عدم كون الذيل موردا للاستناد فى المقام .

ثانيهما : معتبرة اسماعيل الجعفى عن ابى عبدالله ( ع ) قال : ( سمعته يقول : وضع عن هذه الامة ست خصال : الخطا و النسيان و ما استكرهوا عليه و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطروا اليه( [3] .

فقد وردت فيهاست خصال بدلا عن التسع الوارد فى الرواية الاولى , ولكن لا ضير فيه ولا منافاة بينهما بعد كونهما من قبيل المثبتين .

فتحصل من ما ذكرنا ان السند فى الجملة معتبر يجوز الاسناد اليه .

[1]ابواب جهاد النفس الباب 56 , ح 1 , من ج 11 , من الوسائل .

[2]ابواب جهاد النفس الباب 56 , ح 3 , من ج 11 , من الوسائل .

[3]ابواب كتاب الايمان الباب 16 , ح 3 , من ج 16 , من الوسائل .