الكلام فمثلا الرواية الاولى مختصة بالمرجحات فى باب تعارض الخبرين , و الثانية ظاهرة فى اصول الدين بمقتضى تعبيرها بمعالم الدين حيث انه ظاهر فى الاصول و شبهها .

الثامن : انه لا اشكال فى عدم شمول اخبار من بلغ للرواية الضعيفة من ناحية الدلالة ليست ظاهرة فى الاستحباب او الوجوب لعدم صدق موضوع البلوغ حينئذ كما لا يخفى .

التاسع : انه لا تبعد دعوى شمول اخبار من بلغ للاخبار عن بعض الموضوعات الخارجية التى يلازم الاخبار عن ترتب الثواب عرفا كما اذا قام خبر ضعيف على كون مكان معين مدفن معصوم كمدفن هود و صالح فى المكان المعروف الان فى وادى السلام فى ارض الغرى او مقام امام ( ع ) فان الاخبار بهذه الموضوعات يدل التزاما على ترتب الثواب على زيارة المعصوم فى المكان الذى قام الخبر على كونه مدفنه , ولا اشكال فى ان البلوغ يصدق على كل من الدلالة المطابقية و الالتزامية لان العرف يلغى الخصوصية عن المدلول المطابقى فيصير مثل هذا الخبر مشمولا لاخبار من بلغ .

العاشر : فى انه اذا وردت رواية ضعيفة باستحباب فعل , و ورد دليل معتبر ظنى بعدم استحبابه فهل تشملهما اخبار من بلغ او لا ؟ قال الشيخ الاعظم الانصارى فى رسالته الخاصة فى مسألة التسامح : ( فيه و جهان بل قولان صرح بعض مشايخنا بالثانى لان الدليل المعتبر بمنزلة القطعى فلا بد من التزام عدم استحبابه و ترتيب آثار عدم الاستحباب عليه كما لو قطع بعدم الاستحباب( ثم استشكل فيه بما يرجع حاصله الى و جهين :

الاول : ان اخبار من بلغ تعارض ادلة حجية الدليل المعتبر , و مقتضى القاعدة و ان كان هو التساقط الا ان الامر لما داربين الاستحباب و غيره و صدق بلوغ الثواب حكم بالاستحباب تسامحا , فان قلت : اخبار بلوغ الثواب لا تعم نفسها , قلنا : نعم هو غير معقول الا ان المناط منقح فلا يقدح عدم العموم اللفظى لعدم تعقله فافهم