كلما شك المكلف فى تكليف شرعى ولم يتأت
له إقامة الدليل عليه إثباتا أو نفيا ، فلابد له من تحديد الوظيفة العملية تجاهه. ويقع الكلام أولا
فى تحديد الوظيفة العملية تجاه التكليف المشكوك بقطع النظر عن أى تدخل من الشارع فى
تحديدها ، وهذا يعنى التوجه إلى تعيين الاصل الجارى فى الواقعة بحد ذاتها ، وليس
هو الا الاصل العملى العقلى. ويوجد بصدد تحديد هذا الاصل العقلى
مسلكان :
١ ـ مسلك
قبح العقاب بلا بيان :
إن مسلك قاعدة قبح العقاب بلا بيان هو
المسلك المشهور.
وقد يستدل عليه بعدة وجوه :
الأول : ما ذكره المحقق النائينى رحمه
الله [١] من أنه لا
مقتضى للتحرك مع عدم وصول التكليف ، فالعقاب حينئذ عقاب على ترك ما لا مقتضى لا
يجاده وهو قبيح.