يؤدى الى أن يصبح
الواجب النفسى مقدمة للواجب الغيرى.
ويمكن ان يبرهن على الثانى بأن غرض
الوجوب الغيرى ليس هو التمكن ، بل نفس حصول الواجب النفسى ، لأن دعوى ان الغرض هو
التمكن ، إن اريد بها ان التمكن غرض نفسى ، فهو باطل بداهة وخلف أيضا ، لأنه يجعل
المقدمة موصلة دائما ، لعدم انفكاكها عن التمكن الذى هو غرض نفسى ، مع اننا نتكلم
عن المقدمة التى تنفك خارجا عن الغرض النفسى.
وإن اريد بها ان التمكن غرض غيرى ، فهو
بدوره طريق الى غرض نفسى لا محالة ، إذ وراء كل غرض غيرى غرض نفسى ، فان كان الغرض
النفسى منه حصول الواجب النفسى ، ثبت ان هذا هو الغرض الاساسى من الواجبات الغيرية
، وإلا تسلسل الكلام حتى يعودإليه لا محالة.
فالصحيح إذن اختصاص الوجوب بالحصة
الموصلة ، ولكن لا بمعنى أخذ الواجب النفسى قيدا فى متعلق الوجوب الغيرى ، كما
توهم فى البرهان على القول الأول ، بل بمعنى أن الوجوب الغيرى متعلق بمجموعة
المقدمات التى متى ما وجدت كان وجود الواجب بعدها مضمونا.
مشاكل تطبيقية :
استعرضنا فيما سبق أربع خصائص وحالات
للوجوب الغيرى ، وتنص الثانية منها عل ان امتثال الوجوب الغيرى لا يستتبع ثوابا ،
وتنص الرابعة منها على ان الواجب الغيرى توصلى. وقد لوحظ ان ما ثبت
من ترتب الثواب على جملة من المقدمات كما دلت عليه الورايات ، ينافى الحالة
الثانية للوجوب الغيرى ، وان ما ثبت من عبادية