افتراض الحب فى جل
الواجبات النفسية التى تكون محبوبة بما هى مقدمات لمصالحها وفوائدها المترتبة
عليها.
ولو أنكرنا الملازمة بين حب الشىء وحب مقدمته ، لما أمكن التسليم بمحبوبية هذه
الواجبات النفسية.
حدود الواجب الغيرى
:
وفى حالة التسليم بالواجب الغيرى فى
مرحلتى الجعل والحب معا ، أو فى إحدى المرحلتين على الأقل ، يقع الكلام فى ان
متعلق الوجوب الغيرى هل هو الحصة الموصلة من المقدمة أو طبيعى المقدمة؟
قد يقال : بأن المسألة مبنية على تعيين
الملاك والغرض من الواجب الغيرى ، فان كان الغرض هو التمكن من الواجب النفسى ، فمن
الواضح ان هذا الغرض يحصل بطبيعى المقدمة ، ولا يختص بالحصة الموصلة ، فيتعين أن
يكون الوجوب الغيرى تبعا لغرضه متعلقا بالطبيعى أيضا. وإن كان الغرض حصول
الواجب النفسى ، فهو يختص بالمقدمة الموصلة ، ويثبت حينئذ اختصاص الوجوب بها أيضا
تبعا للغرض.
وفى المسألة قولان : فقد ذهب صاحب
الكفاية [١]
وجماعة إلى الاول ، وذهب صاحب الفصول [٢]
وجماعة الى الثانى.
ويمكن أن يبرهن على الأول بأن الوجوب
الغيرى لو كان متعلقا بالحصة الموصلة الى الواجب النفسى خاصة ، لزم أن يكون الواجب
النفسى قيدا فى متعلق الوجوب الغيرى ، والقيد مقدمة للمقيد ، وهذا