( استعمالاً ).
فاستعمال اللفظ في معناه يعني : إيجاد الشخص لفظاً لكي يعدَّ ذهن غيره للانتقال
إلى معناه ، ويسمّى اللفظ « مستعمَلاً » ، والمعنى « مستعمَلاً فيه » ، وإرادة
المستعمل إخطار المعنى في ذهن السامع عن طريق اللفظ « إرادة استعمالية ».
ويحتاج كلّ
استعمالٍ إلى تصوّر المستعمل للَّفظ وللمعنى ، غير أنّ تصوّره لِلَّفظ يكون عادةً
على نحو اللحاظ الآليّ المرآتي ، وتصوّره للمعنى على نحو اللحاظ الاستقلالي ، فهما
كالمرآة والصورة ، فكما تلحظ المرآة وأنت غافل عنها وكلّ نظرك إلى الصورة كذلك
تلحظ اللفظ بنفس الطريقة بما هو مرآة للمعنى وأنت غافل عنه وكلّ نظرك إلى المعنى.
فإن قلت : كيف
ألحظُ اللفظَ وأنا غافل عنه ، هل هذا إلاّتناقض؟
أجابوك : بأنّ
لحاظ اللفظ المرآتيّ إفناء لِلَّفظ في المعنى ، أي أنّك تلحظه مندكّاً في المعنى
وبنفس لحاظ المعنى ، وهذا النحو من لحاظ شيءٍ فانياً في شيءٍ آخر يجتمع مع الغفلة
عنه.
وعلى هذا الأساس
ذهب جماعة كصاحب الكفاية رحمهالله[١] إلى استحالة استعمال اللفظ في معنيين ؛ وذلك لأنّ هذا
يتطلّب إفناء اللفظ في هذا المعنى وفي ذاك ، ولا يعقل إفناء الشيء الواحد مرّتين
في عرضٍ واحد. فإن قلت : بإمكاني أن اوحِّد بين المعنيين بأن اكوِّن منهما مركّباً
مشتملاً عليهما معاً ، وافني اللفظ لحاظاً في ذلك المركّب. كان الجواب : أنّ هذا
ممكن ، ولكنّه استعمال لِلَّفظ في معنىً واحد ، لا في معنيين.
الحقيقة والمجاز :
ويقسَّم الاستعمال
: إلى حقيقيٍّ ومجازي ، فالاستعمال الحقيقيّ هو