وقاعدة تساقط المتعارضين متبعة فى كل
حالات التعارض بين الادلة ، ولكن قد يستثنى من ذلك حالة [ من حالات ] التعارض بين
الروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام
، إذ يقال بوجود دليل خاص فى هذه الحالة على ثبوت الحجية لاحد الخبرين وهو ما كان
واجدا لمزية معينة فيرجح على الاخر ، ونخرج بهذا الدليل الخاص عن قاعدة التساقط. وهذا
الدليل الخاص يتمثل فى روايات تسمى بأخبار الترجيح ، ولعل أهمها رواية عبدالرحمن
بن أبى عبدالله قال : قال الصادق عليهالسلام
: ( إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله
فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه ، فان لم تجدو هما فى كتاب الله فاعرضوهما على
أخبار العامة ، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه ) [١].
وهذه الرواية تشتمل على مرجحين مترتبين ،
ففى المرتبة الاولى يرجح ما وافق الكتاب على ما خالفه ، وفى المرتبة الثانية وفى
حالة عدم تواجد المرجح الاول يرجح ما خالف العامة على ما وافقهم.
وإذا لا حظنا المرجح الاول وجدنا أنه
مرتبط بصفتين : إحداهما : مخالفة الخبر المرجوح للكتاب الكريم ، والاخرى : موافقة
الخبر الراجح له.
أما الصفة الاولى فمن الواضح أن
المخالفة على قسمين : أحدهما :