محكمات
هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء
الفتنة وابتغاء تأويله ... » الاية [١].
فانه يدل على النهى عن اتباع المتشابه ،
وكل ما لا يكون نصا فهو متشابه لتشابه محتملاته فى علاقتها باللفظ ، سواء كان
اللفظ مع أحدها أقوى علاقة أولا.
والجواب من وجوه :
الاول : أن اللفظ الظاهر ليس من
المتشابه ، إذ لا تشابه ولا تكافؤ بين معانيه فى درجة علاقتها باللفظ ، بل المعنى
الظاهر متميز فى درجة علاقته ، وعليه فالمتشابه يختص بالمجمل.
الثانى : لو سلمنا أن الظاهر من
المتشابه ، فلا نسلم أن الاية الكريمة تنهى عن مجرد العمل بالمتشابه ، وإنما هى فى
سياق ذم من يلتقط المتشابهات فيركز عليها بصورة منفصلة عن المحكمات ابتغاء الفتنة ،
وهذا مما لاإشكال فى عدم جوازه حتى بالنسبة إلى ظواهر الكتاب ، فمساق الاية مساق
قول القائل : إن عدوى يحاول أن يبرز النقاط الموهمة من سلوكى ، ويفصلها عن ملا
بساتها التى توضح سلوكى العام.
الثالث : ما قد يقال : من أن الاية ليست
نصا فى الشمول لظاهر الكتاب ، وإنما هى ظاهرة على أكثر تقدير فى الشمول ، وهذا الظهور
يشمله النهى نفسه ، فيلزم من حجية ظاهر الاية فى إثبات الردع عن العمل بظواهر
الكتاب الكريم نفى هذه الحجية.
الدليل الثانى : الروايات الناهية عن
الرجوع إلى ظواهر القرآن