الاحتمال الموافق وتضاؤل
احتمال المخالفة أسرع حركة فى التواتر منه فى الاجماع ، وذلك لعدة امور يمكن إبراز
أهمها فى النقاط التالية :
الاولى : أن القيمة الاحتمالية للمفردات
فى الاجماع أصغر من القيمة الاحتمالية للمفردات فى التواتر ، لان نسبة وقوع الخطأ
فى الحدسيات أكبر من نسبة وقوعه فى الحسيات.
الثانية : أن الخطأ المحتمل فى مفردات
الاجماع لا يتعين أن يكون ذا مركز واحد ، بينما يكون الخطأ فى الاخبار الحسية
منصبا على مركز واحد عادة. فحينما يفتى فقهاء عديدون بوجوب غسل الشعر فى غسل
الجنابة ، ويكونون على خطأ مثلا ، قد يكون خطأ أحدهم ناشئا من اعتماده على رواية
غير تامة السند ، وخطأ الاخر ناشئا من اعتماده على رواية غير تامة الدلالة ، وخطأ
الثالث ناشئا من اعتماده على أصالة الاحتياط وهكذا. وكلما كان المركز المحتمل
للاخطاء المتعددة واحدا أو متقاربا ، كان احتمال تراكم الاخطاء عليه أضعف ، والعكس
صحيح.
الثالثة : أن احتمال تأثير الخبر الاول
فى الخبر الثانى موجود فى مجال الاخبار الحدسية ، وغير موجود عادة فى مجال الاخبار
الحسية ، وهذا يعنى أن احتمال الخطأ فى الخبر الاول يتضمن فى مجال الحدسيات
احتمالا للخطا فى الخبر الثانى ، بينما هو فى مجال الحسيات حيادى تجاه كون الثانى
مخطئا أو مصيبا.
الرابعة : أن احتمال الخطأ فى قضية حسية
يقترن عادة باحراز وجود المقتضى للاصابة ، وهو سلامة الحواس والفطرة ، وينشأ من
احتمال وجود المانع عن تأثير المقتضى ، وأما احتمال الخطأ فى قضية نظرية حدسية ،
فهو يتضمن أحيانا احتمال عدم وجود المقتضى للاصابة ، أى