الشرعية الدالة على
جعل النبى والامام قدوة ، فان فرض ذلك يقتضى إلغاء دخل النبوة والامامة فى سلوكهما
لكى يكون قدوة لغير النبى والامام ، فما لم يثبت بدليل أن الفعل المعين من مختصات
النبى والامام يبنى على عدم الاختصاص.
دلالة السكوت والتقرير
:
وأما السكوت فقد يقال : إنه دليل
الامضاء ، وتوضيح ذلك : أن المعصوم إذا واجه سلوكا معينا ، فاما أن يبدى موقف
الشرع منه ، وهذا يعنى وجود الدليل الشرعى اللفظى. وإما أن يسكت ، وهذا السكوت
يمكن أن يعتبر دليل على الامضاء ، ودلالته على الامضاء تارة تدعى على أساس عقلى ،
واخرى على أساس الظهور الحالى.
أما الاساس العقلى فيمكن توضيحة : إما
بملاحظة المعصوم مكلفا ، فيقال : إن هذا السلوك لو لم يكن مرضيا لوجب النهى عنه على
المعصوم لوجوب النهى عن المنكر ، أو لوجوب تعليم الجاهل ، فعدم نهيه وسكوته مع
عصمته يكشف عقلا عن كون السلوك مرضيا ، وإما بملاحظة المعصوم شارعا وهادفا ، فيقال
: إن السلوك الذى يواجهه المعصوم لو كان يفوت عليه غرضه بما هو شارع لتعين الوقوف
فى وجهه ، ولما صح السكوت ، لانه نقض للغرض ، ونقض الغرض من العاقل الملتفت مستحيل.
وكل من اللحاظين له شروطه ، فاللحاظ
الاول يتوقف على توفر شروط وجوب النهى عن المنكر ، واللحاظ الثانى يتوقف على أن
يكون السلوك المسكوت عنه مما يهدد بتفويت غرض شرعى فعلى بأن يكون