عرفنا فيما تقدم أن الدليل الشرعى تارة
يكون لفظيا ، واخرى غير لفظى ، والدليل الشرعى غير اللفظى هو الموقف الذى يتخذه
المعصوم وتكون له دلالة على الحكم الشرعى. ويتمثل هذا الموقف فى الفعل تارة ، وفى
التقرير والسكوت عن تصرف معين تارة أخرى ، ونتكلم الان عن دلالات كل من الفعل والسكوت.
دلالة الفعل :
أما الفعل فتارة يقترن بمقال أو بظهور
حال يقتضى كونه تعليميا فيكتسب مدلوله من ذلك ، وأخرى يتجرد عن قرينة من هذا
القبيل ، وحينئذ فان لم يكن من المحتمل اختصاص المعصوم بحكم فى ذلك المورد دل صدور
الفعل منه على عدم حرمته بحكم عصمته ، كما يدل الترك على عدم الوجوب لذلك ، ولا
يدل بمجرده على استحباب الفعل ورجحانه إلا إذا كان عبادة فان عدم حرمتها مساوق
لمشروعيتها ورجحانها أو أحرزنا فى مورد عدم وجود أى حافز غير شرعى ، فيتعين