ما قيل إلا في موضعين : في فعل الاثنين وفي جماعة المؤنث ، فإنه لا يصلح فيهما إلا المشددة لئلا تلتبس بنون التثنية.
باب ما أوله الواو
( وتن )
قوله تعالى (لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) [ ٦٩ / ٤٦ ] هو كما تقدم : عرق يتعلق بالقلب إذا قطع مات صاحبه.
ويقال هو عرق مستبطن أبيض غليظ كأنه قصبة يتعلق بالقلب يسقي كل عرق في الإنسان.
( وثن )
قوله تعالى (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) [ ٢٢ / ٣٠ ] هي جمع وثن ، وهو الصنم.
قال في المغرب : الْوَثَنُ ما له جثة من خشب أو حجر أو فضة أو جوهر ، ينحت.
وَفِي الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) « قَالَ : اللَّعِبُ بِالشِّطْرَنْجِ ، وَالنَّرْدِ ، وَسَائِرِ أَنْوَاعِ الْقِمَارِ ».
( وزن )
قوله تعالى (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ ) [ ٧ / ٨ ] قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ : قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَ الْوَزْنَ عِبَارَةٌ عَنِ الْعَدْلِ فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّهُ لَا ظُلْمَ فِيهَا.
وقِيلَ : إِنَّ اللهَ يَنْصِبُ مِيزَاناً لَهُ لِسَانٌ وَكِفَّتَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوزَنُ بِهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ [١].
ثم اختلفوا في كيفية الوزن ، لأن الأعمال أعراض لا يجوز وزنها! فقيل : توزن صحائف الأعمال.
وقيل تظهر علامات الحسنات والسيئات في الكفتين فيراها الإنسان.
وقيل تظهر الحسنات في صورة حسنة ، والسيئات في صورة سيئة.
[١] الشيخ الطبرسي : مجمع البيان ج ٤ ص ٣٩٩.