والْمَلْعَنَةُ : قارعة الطريق ، وَفِي الْحَدِيثِ « اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ
الثَّلَاثَ » هي جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة اللعن ، وهي
أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق ، أو ظل الشجرة ، أو جانب النهر ، فإذا مر بها الناس
لعنوا صاحبها.
وَفِي الْحَدِيثِ
« لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ » ووجهه : أن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا ، وهذا يقطعه
عن منافع الآخرة.
قيل : وسبب التلقين
أيضا أن الشيطان يحضره ليفسد عليه عقيدته.
ومثله قَوْلُهُ
عليهالسلام « إِنَّكُمْ تُلَقِّنُونَ مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَنَحْنُ نُلَقِّنُ مَوْتَانَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله » أي بعد لا إله إلا الله ، ولعل المعنى : أن المأخوذ علينا ، أشق من المأخوذ
عليكم فهو من قبيل نحن نأمر صبياننا بكذا ، وأنتم تأمرون صبيانكم بكذا.
والتَّلْقِينُ كالتفهيم ، ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَ لَقِّنِّي حُجَّتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ » والمراد من طلب العباد تَلْقِينَ الحجة : أن يلهمهم الله تعالى ما يحتجون به لأنفسهم يوم القيامة
، ويسعى كل منهم في فكاك رقبته ، كما قال تعالى (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ