وَفِي الْحَدِيثِ
« الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَلُحُومِهِمْ
وَدِمَائِهِمْ » أي ممن يصدقونهم ويَأْتَمِنُونَهُمْ على ذلك كله.
قيل في شرح الحديث
: أما في الصلاة والصيام فظاهر ، وأما في اللحوم والدماء فقيل فيه إن من صدر منه ذلك
جاز استحلال لحمه الذي يؤخذ منه ، ولحم يؤخذ من بلد هو فيه ، وأما في الدماء فمعناه
أن من صدر منه إهراق دم جاز استحلاله ، ومثله « الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا ».
قال بعض الشارحين
: المراد أَمَانُ أمته من النار ، فإن الله تعالى قال له (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) [ ٩٣ / ٥ ] وَهُوَ صلىاللهعليهوآله لَا يَرْضَى بِدُخُولِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَى النَّارِ كَمَا وَرَدَ فِي
الْحَدِيثِ وحُلَلُ الْأَمَانِ : استعارة ، وذكر الكسوة ترشيح.
وآمِينَ بالمد ، والقصر لغة ، بمعنى « اللهم استجب ». وعند بعضهم
: « فليكن كذلك ».
وأَمَّنْتُ على الدعاء تَأْمِيناً : قلت عنده آمِينَ.
ومنه « فلان يدعو
وفلان يُؤَمِّنُ على دعائه ».
والرجل الْمَأْمُونُ : المتصف بِالْأَمَانَةِ.
وكذا الحائض الْمَأْمُونَةُ.
والْمَأْمُونُ من ألقاب الخلفاء ، واسمه عبد الله بن هارون الرشيد.