أو منصوب على الاختصاص بمعنى واختص في سبيل الله خلاص المستضعفين ، لأنه من
أعظم الخيرات.
قيل : والمراد
بهم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة ، فبقوا بين أظهرهم يلقون منهم
الأذى ويدعون الله بالخلاص ويستغفرونه.
قوله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا
فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) [ ٢٨ / ٥ ] قال الشيخ أبو علي : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ ) جملة معطوفة على الكلام المتقدم أي ونحن نريد حكاية حال
ماضية ، ويجوز أن يكون حالا من ( يَسْتَضْعِفُ ) أي يستضعفهم فرعون ونحن نريد أن نمن عليهم ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) متقدمين في الدين والدنيا وقادة في الآخرة يقتدى بهم ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) يرثون فرعون وقومه وملكهم.
وقوله ( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) [ ٣٧ / ٨٣ ] حيث جعل بعض المفسرين من للتبعيض.
وقوله ( ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [ ٢ / ٥٦ ] فإن الشكر إنما يكون في الدنيا لأنها دار
تكليف.
وقوله ( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا
بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) [ ٢٧ / ٨٢ ] فإن المراد بالآيات على ما ذكره البعض :
العلامات التي تكون عند القائم عليه السلام ورجوع من أمر الله برجوعهم إلى الدنيا.