باب ما أوله الصاد
( صحف )
قوله تعالى ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى ) [ ٨٧ / ١٨ ] يعني ما ذكر وقص في القرآن من حكم المؤمن والكافر ، وما أعد الله لكل واحد من الفريقين مذكور في كتب الأولين في الصحف المنزلة على إبراهيم عليه السلام والتوراة المنزلة على موسى.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَصِيرٍ وَقَدْ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنِ الصُّحُفِ الَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى ( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) [ ٨٧ / ١٩ ] « قَالَ هِيَ الْأَلْوَاحُ ».
قال الشيخ أبو على : فيها دلالة على أن إبراهيم نزل عليه الكتاب ، خلافا لمن قال : إنه لم ينزل عليه كتاب.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ « قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ كَمْ أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَابٍ؟ قَالَ : مِائَةً وَأَرْبَعَةً : أَنْزَلَ مِنْهَا عَلَى آدَمَ عَشْرُ صُحُفٍ ، وَعَلَى شَيْثٍ خَمْسِينَ صَحِيفَةً ، وَعَلَى أَخْنُوخٍ وَهُوَ إِدْرِيسُ ثَلَاثِينَ صَحِيفَةً وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ ، وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشْرَ صُحُفٍ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ ».
والصُّحُفُ بضمتين : صحائف الأعمال.
وقوله ( بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ ) [ ٤٣ / ٧١ ] الصِّحَافُ : القصاع والأكواب الكيزان لا عرى لها ، وقيل الآنية المستديرة الرءوس.
والصَّحْفَةُ كالقصعة الكبيرة منبسطة تشبع الخمسة ، والجمع صِحَافٌ مثل كلبة وكلاب.
ومنه الْحَدِيثُ « رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَغْسِلُ حَنْظَلَةَ بِمَاءِ الْمُزْنِ فِي صِحَافٍ مِنْ فِضَّةٍ ».
والصَّحِيفَةُ : قصعة تشبع الرجل.
والصَّحِيفَةُ : قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه.
ومنه « صَحِيفَةُ فَاطِمَةَ » رُوِيَ أَنَّ طُولَهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ حَتَّى أَرْشُ