دَاوُدُ سَابِعَهُمْ ، وَكَانَ صَغِيراً يَرْعَى الْغَنَمَ ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى نَبِيِّهِمْ أَنَّهُ الَّذِي يَقْتُلُ جَالُوتَ ، فَطَلَبَهُ مِنْ أَبِيهِ فَجَاءَ وَقَدْ كَلَّمَتْهُ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ ، وَقَالَتْ لَهُ إِنَّكَ بِنَا تَقْتُلُ جَالُوتَ ، فَحَمَلَهَا فِي مِخْلَاتِهِ ، وَرَمَاهُ بِهَا فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ زَوَّجَهُ طَالُوتُ بِنْتَهُ ( وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ ) ، أَيْ مُلْكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلَمْ يَجْتَمِعِ الْمُلْكُ وَالنُّبُوَّةُ قَبْلَ دَاوُدَ لِأَحَدٍ ، بَلْ كَانَ الْمُلْكُ فِي سِبْطٍ ، وَالنُّبُوَّةُ فِي سِبْطٍ آخَرَ ، وَلَمْ يَجْتَمِعَا إِلَّا لِدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عليهما السلام.
وجَالَ يَجُولُ جَوْلاً وجَوَلَاناً : إذا ذهب وجاء.
وكذلك أَجَالَ وانْجَالَ.
والتَّجْوَالُ : التطواف.
ومنه الْجَوَلَانُ في الحرب.
وجَالَ جَوْلَةً : إذا دار.
ومنه قَوْلُهُ « لِلْبَاطِلِ جَوْلَةٌ ثُمَّ تَضْمَحِلُّ ».
يعني أن أهله لا يستقرون على أمر يعرفونه ويطمئنون إليه.
وتَجَاوَلُوا في الحرب أي جَالَ بعضهم على بعض.
و « قَمَعَ بِجُودِهِ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ » أي التي تَجُولُ في الأكباد.
( جهل )
قوله تعالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ) [ ٤ / ١٧ ] الآية الْجَهْلُ : خلاف العلم يقال جَهِلَ فلان جَهْلاً وجَهَالَةً.
قيل أجمعت الصحابة على أن كل ما عصي الله به فهو جَهَالَةٌ ، وكل من عصى الله فهو جَاهِلٌ.
وقيل الْجَهَالَةُ : اختيار اللذة الفانية على اللذة الباقية.
قوله ( يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ ) [ ٢ / ٢٧٣ ] أي الْجَاهِلُ بحالهم.
وَفِي الْخَبَرِ « مَنِ اسْتَجْهَلَ مُؤْمِناً فَعَلَيْهِ إِثْمُهُ ».
أي من حمله على شيء ليس من خلقه فيغضبه فإنما إثمه على من أحرجه إلى ذلك.
وَفِيهِ « إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلاً » قيل هو أن يتعلم ما لا يحتاج إليه كالنجوم وعلوم الأوائل ويدع ما يحتاج إليه في دينه من علم القرآن والسنة.