( بوك )
في الحديث ذكر تَبُوك كرسول وهو موضع بالشام [١] منه إلى المدينة أربع عشر مرحلة وإلى دمشق أحد عشر.
وَمِنْهُ غَزْوَةُتَبُوكَ.
وَهِيَ غَزْوَةٌ غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله فِي تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَأَقَامَ بِهَا عِدَّةَ أَيَّامٍ وَصَالَحَ أَهْلَهَا عَلَى الْجِزْيَةِ.
وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ بَاتُوا يَبُوكُونَ حِسْيَهَا بِقَدَحٍ أَيْ يُدْخِلُونَ فِيهَا الْقَدَحَ أَعْنِي السَّهْمَ وَيُحَرِّكُونَهُ لِيَخْرُجَ الْمَاءُ ـ قَالَهُ فِي الْمُغْرِبِ.
فَقَالَ صلى الله عليه واله « مَا زِلْتُمْ تَبُوكُونَهَا بَوْكاً » فسميت تلك الغزوة غزوة تَبُوكَ من البَوْكِ.
باب ما أوله التاء
( ترك )
قوله تعالى وتَرَكَهُمْ في طغيانهم يعمهون [٢] وقوله ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ) [ ٢ / ١٧ ] هو من تَرَكْتُ الشيءَ تَرْكاً إذا خليته.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قَالَ : سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ) [ ٢ / ١٧ ] فَقَالَ : إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُوصَفُ بِالتَّرْكِ كَمَا يُوصَفُ خَلْقُهُ لَكِنَّهُ مَتَى عَلِمَ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ عَنْ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ مَنَعَهُمْ عَنْ الْمُعَاوَنَةُ وَاللُّطْفِ وَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اخْتِيَارِهِمْ.
والتُّرْكُ بالضم : جيل من الناس.
[١] هي ـ اليوم ـ داخلة في البلاد السعودية على حدودها من ناحية المملكة الأردنية الهاشمية.
[٢] هكذا في النسخ والصحيح : ( ويمدّهم في طغيانهم يعمهون ) [ ٢٠ / ١٥ ].