باب ما أوله الراء
( ربق )
فِي الْحَدِيثِ « مِنْ فَارَقَ جَمَاعَةَ الْإِسْلَامِ قَيْدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ ».
الرِّبْقَةُ بكسر الراء وسكون الباء الموحدة : حبل مستطيل فيه عرى تربط فيه صغار البهم ، توضع في أعناقها أو يدها تمسكها.
فاستعير ذلك للإسلام بأن جعل الإسلام الجامع للمسلمين بمنزلة ذلك الحبل ، ونصيب ما استحق كل مسلم بمنزلة عروة من تلك العرى.
ومثله « الدِّينُ رِبْقَةُ اللهِ فِي الْأَرْضِ فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُذِلَّ عَبْداً وَضَعَهُ فِي عُنُقِهِ ».
ومثله فِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ انْزِعْ عَنِّي رِبْقَةَ النِّفَاقِ » ونحو ذلك.
وجمع الرِّبْقَةِ رِبَقٌ مثل كِسْرَةٍ وكِسَرٍ.
ويقال للحبل الذي تكون فيه : رَبْقٌ بالفتح ، ويجمع على رِبَاقٍ وأَرْبَاقٍ.
والرَّبْقُ بالفتح : مصدر قولك رَبَقْتُ الجديَ أَرْبُقُهُ : إذا جعلت رأسه في الربقة فَارْتَبَقَ.
( رتق )
قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) [ ٢١ / ٣٠ ] الرتق : ضد الفتق وهو الالتيام.
قيل كانت السماوات سماء واحدة والأرضون أرضا واحدة ففتقهما الله وجعل سبع سماوات وسبع أرضين.
وقيل كانت السماء مع الأرض جميعا ففتقهما الله بالهواء الذي جعله بينهما.
وَفِي الْحَدِيثِ ( كانَ عَرْشُهُ ) تَعَالَى ( عَلَى الْماءِ ) ، وَالْمَاءُ عَلَى الْهَوَاءِ وَالْهَوَاءُ لَا يُحَدُّ ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ خَلَقَ غَيْرَهُمَا ، وَالْمَاءُ يَوْمَئِذٍ عَذْبٌ فُرَاتٌ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَرْضَ أَمَرَ الرِّيَاحَ فَضَرَبَتِ الْمَاءَ حَتَّى صَارَتْ مَوْجاً ، ثُمَّ أَزْبَدَ فَصَارَ زَبَداً وَاحِداً فَجَمَعَهُ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ جَعَلَهُ جَبَلاً