قوله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصارِهِمْ ) [ ٢٤ / ٣٠ ] أي ينقصوا من نظرهم عما حرم الله عليهم ،
وقد أطلق لهم ما سوى ذلك ، يقال غض طرفه غِضَاضاً بالكسر وغَضَاضَةً بفتحتين : خفضه وتحمل المكروه ، ومقول القول محذوف ، أي
قل لهم غَضُّوا يَغُضُّوا فيكون في ( يَغُضُّوا ) الآية جوابا لأمر محذوف ، وكذا ( يَحْفَظُوا ) ومن عند الأخفش زائدة.
قوله : ( وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ) [ ٣١ / ١٩ ] أي نقص منه ، يقال غَضَصوته أي خفضه ولم يرفعه بصيحة.
وغَضَطرفه : أي كسره.
ومنه الْحَدِيثُ
« كَانَ إِذَا فَرِحَ غَضَطَرْفَهُ » [٢] يعني كسره وأطرق ولم يفتح عينيه ، وإنما كان يفعل ذلك
ليكون أبعد من الأشر والمرح.
ومنه حَدِيثُ
أُمِّ سَلَمَةَ مَعَ عَائِشَةَ « حُمَادَيَاتُ النِّسَاءِغَضُالْأَطْرَافِ » يعني كسرها ، والأمر منه في لغة الحجاز اغْضُضْ ، ومنه الآية ، وأهل نجد يقولون غُضَطَرْفِكَ بالإدغام.