قيل المراد بِالرِّيَاضَةِ هنا منع النفس الحيوانية عن مطاوعة الشهوة والغضب وما
يتعلق بهما ، ومنع النفس الناطقة عن متابعة القوى الحيوانية من رذائل الأخلاق
والأعمال ، كالحرص على جمع المال واقتناء الجاه وتوابعهما من الحيلة والمكر
والخديعة والغلبة والحقد والحسد والفجور والانهماك في الشرور وغيرها ، وجعل طاعة
النفس للعقل العملي ملكة لها على وجه يوصلها إلى كمالها الممكن لها إزالة الموانع
الدنيوية عن خاطره ، والمعين على ذلك إضعاف القوة الشهوانية والغضبية بإضعاف حواسه
بتقليل الأغذية والتنوق فيها ، فإن لذلك أثرا عظيما في حصول الكمال والتشاغل بحضرة
ذي الجلال. ويمكن أن يقال : المراد
بِالرِّيَاضَةِ منع النفس عن المطلوب من الحركات المضطربة وجعلها بحيث تصير طاعتها
لمولاها ملكة لها.
وَقَوْلُهُ
عليه السلام « إِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ
الْأَكْبَرِ » [٣].