الحق والدين ويكون الرسول مؤديا للشرع وأحكام الدين إليكم. قوله : ( وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ ) [ ٣ / ١٤٠ ] أي يكرم أناسا منكم بالشهادة قوله : ( تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ ) [ ٣ / ٩٩ ] أي تشهدون وتعلمون أن نبوة محمد صلى الله عليه وآله حق قوله : ( وَيَقُولُ الْأَشْهادُ ) [ ١١ / ١٨ ] يعني من الملائكة والنبيين عليه السلام ، أو جوارحهم وجمع شَاهِد. قوله : ( فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ
) [ ٣ / ٥٣ ] أي مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم ، وقيل مع أمة محمد صلى
الله عليه وآله لأنهم شهداء على الناس. قوله : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ
شَهادَةً ) [ ٦ / ١٩ ] أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار أي شيء أعظم شَهَادَةً وأصدق حتى انبيائكم به على أني صادق ، أو أي شيء أكبر شهادة حتى يشهد لي بالبلاغ
وعليكم بالتكذيب ، فإن قالوا الله وإلا ف ( قُلْ ) لهم ( اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي
وَبَيْنَكُمْ ) يشهد لي بالرسالة والنبوة ، وقيل يشهد لي بتبليغ الرسالة إليكم وبتكذيبكم إياي.
قوله : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّهِ ) أي برهان من الله وبيان حجة على أن دين الإسلام حق وهو دليل العقل ( وَيَتْلُوهُ ) أي يتبع ذلك البرهان شاهِدٌ
[ ١١ / ١٧
] يشهد بصحته وهو القرآن ، وقيل البينة القرآن والشَّاهِدُ جبرئيل عليه السلام يتلو القرآن ، وقِيلَ ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّهِ ) وَهُوَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَالشَّاهِدُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَشْهَدُ لَهُ وَهُوَ مِنْهُ ، وَهُوَ
الْمَرْوِيُّ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ [١]
قَوْلُهُ : ( وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ
) [ ٤٦ / ١٠ ] هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ
[٢] لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله
[٢] في الاستيعاب ج ٣
صلى الله عليه وآله ٩٢١ : عبد الله بن سلّام بن الحارث الاسرائيلي ثمّ الأنصاريّ ،
يكنّى أبا يوسف ... كان حليفا للأنصار ... وكان اسمه في الجاهليّة الحصين فلمّا أسلم
سمّاه رسول الله عبد الله ، وتوفّي بالمدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث وأربعين وهو
أحد الأحبار أسلم إذ قدم النّبيّ المدينة.