إخبارا عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسؤدد ، وتحدثا بنعمة الله تعالى
عنده ، وإعلاما لأمته ليكون إيمانهم به على حسبه وموجبه ، ولهذا أتبعه بقوله « ولا
فخر » أي إن هذه الفضيلة نلتها كرامة من الله ولم أنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوتي
، فليس لي أن أفتخر بها.
أي أفضل من مات
شابا في سبيل الله من أصحاب الجنة ، ولم يرد به سن الشباب لأنهما عليه السلام ماتا
وقد كهلا ، أو أنهماسَيِّدَا شباب أهل الجنة فإن أهلها كلهم شباب. والسَّوَادُلون معروف يضاد البياض.
المرادبِسَوَادِ الوجه هنا الحقيقة أو الكناية عن الخجل والكآبة والوجل ـ كما قاله المفسرون
في قوله تعالى ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ
وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) وسَوَادُ الكوفة : نخيلها وأشجارها ، ومثله « سَوَادُ العراق » سمي بذلك لخضرة أشجاره وزرعه وحَدُّهُ طُولاً من
حديثة الموصل إلى عبادان ، وعرضاً من العذيب إلى حلوان ، وهو الذي فتح على عهد عمر
، وهو أطول من العراق بخمسة وثلاثين فرسخا ـ كذا نقلا عن المغرب.
و « سَوَادُ خيبر وبياضها » أرضها ونخلها كما جاءت به الرواية عنهم عليه
السلام. والسَّوَادُ المخترم في قَوْلِ الْقَائِلِ : « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي
مِنَ السَّوَادِ الْمُخْتَرَمِ » [١].
عند رؤية الجنازة
يحتمل أن يراد به الشخص وأن يراد به عامة الناس. والمُخْتَرَم
بالخاء المعجمة والراء
المهملة الهالك ، والمعنى الحمد لله الذي لم يجعلني من الهالكين.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ
عليه السلام لِأَصْحَابِهِ فِي صِفِّينَ « الْزَمُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ »
[٢].