أراد به المَسْجِدَ المخصوص به الذي به كان في زمنه صلى الله عليه وآله دون ما زيد فيه بعده. وقَوْلُهُ
: « جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً » [٢].
كأنه للرد على من
قبلنا لأنه إنما أبيح لهم الصلاة في مواضع مخصوصة كالبيع والكنائس ، وقيل كانوا لا
يصلون إلا فيما يتيقنون طهارته من الأرض ، وكذا لم يجز لهم التيمم إلا فيما يتيقنون
طهارته ، ونحن نصلي في جميعها إلا فيما نتيقن نجاسته. والمَسْجِدَانِ : مسجد مكة والمدينة. و « المَسْجِدُ » فتحا وكسرا : بيت الصلاة. قال الفراء : كل ما كان على
فَعَلَ يَفْعُلُ مفتوح العين في الماضي مضمومها في المضارع مثل دَخَلَ يَدْخُلُ فالمفعل
بالفتح اسما كان أو مصدرا ، ولا يقع فيه الفرق إلا أحرفا من الأسماء ألزموها كسر العين
ومن ذلك المَسْجِدِ والمَطْلِعِ والمَغْرِبِ والمَشْرِقِ والمَجْزِرِ والمَسْكِنِ والمَسْقِطِ والمَفْرِقِ
والمَرْفِقِ والمَنْبِتِ والمَنْسِكِ ، فجعلوا الكسر علامة للاسم وربما فتحه بعض العرب
في الاسم ... إلى أن قال : والفتح في كله جائز وإن لم نسمعه ، وما كان من باب فَعَلَ
يَفْعِلُ ـ يعني مفتوحا في الماضي مكسورا في المضارع ـ مثل جَلَسَ يَجْلِسُ فالموضع
بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما ، تقول نزل مَنْزَلاً ، تريد نزل نزولا ، وهذا
مَنْزِلُهُ فتكسر لأنك تعني الدار.
( سدد )
قوله تعالى : ( وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) [ ٣٣ / ٧٠ ] السَّدِيدُ من القول : السليم من خلل الفساد ، وأصله من سد الخلل.
[١] ذكر في الكافي ج
٤ صلى الله عليه وآله ٥٥٦ أحاديث بهذا المضمون.