الحاج فيها وإن لم يرض أهلها ، فعلى الأول يجوز وعلى الثاني لا يجوز ، لقوله
تعالى : ( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ
وَالْبادِ ) وضعف الثاني بأنه على تقدير صحة النقل التسمية مجاز والأصل الحقيقة.
قوله : ( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) [ ١٥ / ٢٩ ] قال بعض المفسرين : اتفق الناس كلهم على أن سُجُودَهُمْ لآدم لم يكن سجود عبادة لأنها لغير الله كفر ، لكن قال بعضهم
: إن آدم كان كالقبلة والسُّجُودُ لله تعالى ، وتكون اللام كما في قول الشاعر في حق علي عليه السلام :
أليس أول من صلى لقبلتكم
أي إلى قبلتكم ،
وقيل كان السُّجُودُ تعظيما لآدم فكان ذلك سنة الأمم السالفة في تعظيم أكابرها. قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ) [ ١٣ / ١٥ ] قال الشيخ أبو علي : أي ينقادون لإحداث ما أراده فيهم من أفعاله
شاءوا أو أبوا ، وينقاد له ظلالهم أيضا حيث يقصرون عن مشيته في الامتداد والتقلص والفيء
والزوال. قوله : ( وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً
) [ ٢ / ٥٨ ] أي متطأمنين مخبتين وساجدين لله شاكرين. وقد تكرر في الحديث ذكر
« السُّجُودِ » ، وهو في اللغة الميل والخضوع والتطأمن والإذلال. وكل شيء ذل فقدسَجَدَ ، ومنه « سَجَدَ البعير » إذا خفض رأسه عند ركوبه. وسَجَدَ الرجل : وضع جبهته على الأرض.