بحمل النهي عن الخروج على التقية أو أنه ليس نهي تحريم بل شفقة وخوف عليه ،
وأما غيره ممن خرج بالسيف من أهل البيت كيحيى بن زيد ومحمد وإبراهيم فظاهر حالهم مخالفة
الأئمة ، وما صدر منهم عليه السلام من الحزن والبكاء ليس فيه دلالة على خيريتهم لاحتمال
أن يكون شفقة عليهم لضلالتهم أو لهتك حرمة أهل البيت. و « زَيْدُ بن صوحان » تقدم ذكره في صوح. و « زَيْدُ بن أرقم » من الجماعة السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين
عليه السلام ـ قاله الفضل بن شاذان ـ كذا في الخلاصة للعلامة
[١]. وروى زَيْدُ عن النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليه السلام ـ كذا
ذكره الشيخ بهائي في حواشي الخلاصة.
وَ « زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ » وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كَلْبٍ سُبِيَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاشْتَرَاهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ لِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ ، فَلَمَّا
تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وَهَبَتْهُ لَهُ. وَقِيلَ بَلِ اشْتَرَاهُ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله بِسُوقِ عُكَاظٍ وَأَسْلَمَ ، فَقَدِمَ أَبُوهُ حَارِثَةُ
مَكَّةَ وَاسْتَشْفَعَ بِأَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله فِي
أَنْ يَبِيعَهُ مِنْهُ ، فَقَالَ هُوَ حُرٌّ فَلْيَذْهَبْ زَيْدٌ حَيْثُ شَاءَ ، فَأَبَى زَيْدٌ أَنْ يُفَارِقَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله ، فَقَالَ أَبُوهُ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ اشْهَدُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِابْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وآله : اشْهَدُوا أَنَ زَيْداً ابْنِي ، فَكَانَ يُدْعَى زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، فَلَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله زَيْنَبَ
بِنْتَ جَحْشٍ وَكَانَتْ تَحْتَ زَيْدٍ قَالَتِ الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ : تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ امْرَأَةَ
ابْنِهِ وَهُوَ يَنْهَى النَّاسَ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِ آيَةً.