صرح فيه بالوعيد ، وقيل هي كل معصية تؤذن بتهاون فاعلها بالدين ، وقيل كل ذنب علم حرمته
بدليل قاطع ، وقيل كلما عليه توعد شديد في الكتاب والسنة ، وعن ابن مسعود قال اقرءوا
من أول سورة النساء إلى قوله : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ
ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ) فكل ما نهي عنه في هذه السورة إلى هذه الآية فهوكَبِيرَةٌ ، وقال جماعة الذنوب كلهاكَبَائِر لاشتراكها في مخالفة الأمر والنهي ، لكن قد يطلق الصغير والكَبِير على الذنب بالإضافة إلى ما فوقه وما تحته ، فالقبلة صغيرة بالنسبة إلى الزنا
وكبيرة بالنسبة إلى النظر بشهوة. قال الشيخ أبو علي بعد نقله لهذه الأقوال : وإلى هذا
ذهب أصحابنا ، فإنهم قالوا المعاصي كلهاكَبَائِر لكن بعضها أكبر من بعض ، وليس في الذنوب صغيرة ، وإنما تكون صغيرة بالإضافة
إلى ما هو أكبر ويستحق العقاب عليه أكثر ـ انتهى. وأنت خبير أنه لا دليل تطمئن به النفس
على شيء من هذه الأقوال ، ولعل في إخفائها مصلحة لا تهتدي العقول إليها.