هي بكسر الطاء وفتح
الياء وقد تسكن ، مصدر تطير ، يقال تَطَيَّرَ
طِيَرَةً وتحير حيرة ، ولم يجىء من المصادر كذا غيرهما ، وأصله فيما
يقال التَّطَيُّرُ بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغير ذلك ، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه
الشرع. وقد مر في عدا تمام البحث في الحديث. وفِيهِ « رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي تِسْعَةُ
أَشْيَاءَ » [٢]وَعَدَّ مِنْهَاالطِّيَرَةَ.
قال الصدوق رحمهالله في الخصال معنى الطِّيَرَة في هذا الموضع أن يتطير منهم ولا يتطيرون ، وذلك كما حكى الله تعالى عن قوم
صالح ( قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ
وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ ) وكما قال آخرون لأنبيائهم ( إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ
لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ) وأماالحَسَدُ فإنه في هذا الموضع أن يُحْسَدُوا لا أنهم يَحْسُدُون عليه السلام ، وذلك كما
حكى الله تعالى ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ
عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) وأماالتَّفَكُّرُ في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم بأهل الوسوسة لا غير ذلك ، كما حكى الله تعالى
عن الوليد بن المغيرة ( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ
) يعني أنه قال للقرآن ( إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ
يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ) ـ انتهى.