قال بعض الأعلام
: يمكن أن يستدل بهذه الآية على استحباب الكون على الطَّهَارَةِ ، لأن الطَّهَارَةَ شرعا حقيقة في رافع الحدث ، والثناء والمحبة وتأكيد الإرادة والإتيان بلفظ المبالغة
مشعر بالتكرر ودوام حصول المعنى ، وكل ذلك دليل على ما قلناه. والله أعلم. قوله : ( إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) [ ٧ / ٨٢ ] يعني عن أدبار النساء والرجال قالوا تهكما. قوله : ( حَتَّى يَطْهُرْنَ ) [ ٢ / ٢٢٢ ] أي ينقطع الدم عنهن ويَطَّهَّرْنَ
يغتسلن بالماء ، وأصله
« يتطهرن » فأدغمت التاء بالطاء. قوله : ( وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
) [ ٥ / ٦ ] قيل أي من الذنوب ، فإن العبادات مثل الوضوء كفارات للذنوب ، أو لينظفكم
عن الأحداث ويزيل المنع عن الدخول فيما شرط فيه الطهارة عليكم فيطهركم بالماء عند وجوده
وعند الإعذار بالتراب ، واللام للعلة ، ومفعول يريد محذوف ، وقيل زائدة و
( لِيَجْعَلَ ) و ( لِيُطَهِّرَكُمْ ) مفعول ، والتقدير لأن يجعل عليكم ولأن يطهركم ، وربما ضعف هذا نظرا إلى أن لا
تقدر بعد اللام المزيدة ، ورد بأن المحقق الرضى صرح بذلك وقال وكذلك اللام زائدة في
« لا أبا لك » عند سيبويه ، وكذا اللام المقدر بعدها أي بعد فعل الأمر والإرادة كقوله
: ( وَما أُمِرُوا إِلَّا
لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ). قوله : ( رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا
صُحُفاً مُطَهَّرَةً ) [ ٩٨ / ٢ ] قال الشيخ أبو علي : يعني مُطَهَّرَة في السماء لا يمسها إلا الملائكة المطهرون من الأنجاس ( فِيها ) أي في تلك الصحف ( كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق عن الباطل ، وقيل مُطَهَّرَة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن ، ويعني بالصحف ما تضمنته الصحف من المكتوب
فيها. قوله : ( وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ
) [ ٣ / ١٥ ]