قوله : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) [ ٢ / ١٥٥ ] الصَّابِرُون
جمع صَابِر من الصَّبْرِ وهو حبس النفس عن إظهار الجزع. وعن بعض الأعلام : الصَّبْرُ حبس النفس على المكروه امتثالا لأمر الله تعالى ، وهو من أفضل الأعمال حتى
قَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وآله : « الْإِيمَانُ شَطْرَانِ شَطْرٌ صَبْرٌ وَشَطْرٌ شُكْرٌ »
[٢].
ومثله قوله : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ ) [ ٢ / ١٧٧ ] أي في الشدة ، ونصب على المدح ، ولم يعطف لفضل الصبر على سائر الأعمال.
قوله : ( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ
مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) [ ٢٨ / ٥٤ ]
قوله : ( وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ
) [ ١٠٣ / ٣ ] قال الشيخ أبو علي هو إشارة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والدعاء إلى التوحيد والعدل وأداء الواجبات والاجتناب عن المقبحات. قوله : ( اصْبِرُوا وَصابِرُوا ) [ ٣ / ٢٠٠ ] أي اصبروا أنفسكم مع الله بنفي الجزع وغالبوا عدوكم بالصبر.
وَفِي الْحَدِيثِ
« اصْبِرُوا عَلَى الْفَرَائِضِ (وَصابِرُوا ) عَلَى الْمَصَائِبِ (وَرابِطُوا ) عَلَىالأئمة عليهم السلام » [٤].
قوله : ( فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) [ ٢ / ١٧٠ ] يريد التعجب ، والمعنى فما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم
إلى النار.