قال الشارح المحقق
ميثم : السَّفْرُ المسافرون ، وفائدة كان في الموضعين تقريب الأحوال المستقبلة من الأحوال الواقعة
، وكم عسى وما عسى استفهام تحقير لما يرجى من البقاء في الدنيا ، وكنى بالطالب الحثيث
عن الموت ، واستعار وصف الحدو لما يتوهم من سوق أسباب الموت إليه. وسَفَرْتُ الشيءَسَفْراً من باب ضرب : كشفته ، ومنه « أَسْفَرَتِ المرأةُ عن وجهها » فهي سَافِرٌ بغير هاء. ومنه حَدِيثُ الْمَرْأَةِ « وَإِذَا كَشَفَتْ عَنْ مَوْضِعِ السُّجُودِ
فَلَا بَأْسَ وَإِنْ أَسْفَرَتْ فَهُوَ أَفْضَلُ ».
والسُّفْرَة بالضم : طعام يصنع للمسافر والجمع سُفَر كغرفة وغرف ، وسمي الجلدة التي يوضع فيها الطعام سُفْرَة مجازا. والسَّفَرُ بالتحريك : قطع المسافة ، والجمع الأَسْفَار. والسِّفْرُ : الكتاب ، وجمعه أَسْفَار. ومِنْهُ « قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وآله سِفْراً سِفْراً ».
كأنه قال : قرأت
عليه كتابا كتابا ، أي سورة سورة لأن كل سورة ككتاب أو قطعة قطعة. وأَسْفَارُ التوراة جاءت في الحديث كأنها بمنزلة أجزاء القرآن ، وهي ـ على ما قيل ـ خمسةأَسْفَار
: السِّفْرُ الأول يذكر فيه بدء الخلق والتأريخ من آدم عليه السلام إلى يوسف ، السِّفْرُ الثاني استخدام المصريين لبني إسرائيل وظهور موسى عليه السلام وهلاك فرعون وإمامة
هارون عليه السلام ونزول الكلمات العشر ، السِّفْرُ الثالث يذكر فيه تعليمه القوانين بالإجمال السِّفْرُ الرابع يذكر فيه عدد القوم وتقسيم الأرض عليهم وأحوال الرسل التي بعثها