وهو تمثيل مبالغة
في تعظيم شأنه وتفظيع أمر الخطايا ، يعني أنه لشرفه يشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها
، وأن خطاياكم تكاد تؤثر في الجمادات فكيف بقلوبكم ، أو من حيث إنه مكفر للخطايا كأنه
من الجنة ومن كثرة تحمل أوزارهم كأنه كان ذا بياض فسودته ـ هكذا قيل ، والأظهر إبقاء
الحديث على ظاهره كما يشهد له بعض الأخبار ، إذ لا مانع من ذلك سمعا ولا عقلا بالنظر
إلى القدرة الإلهية.
وَفِي الْخَبَرِ
« أَنَّهُ عليه السلام شَدَّ حَجَرَ الْمَجَاعَةِ عَلَى بَطْنِهِ ».
قيل فائدة ذلك المساعدة
على الاعتدال والانتصاب على القيام ، أو المنع من كثرة الخلل من الغذاء الذي في البطن
، أو ربما يشد طرف الأمعاء فيكون الضعف قليلا ، أو لتقليل حرارة الجوع ببرودة الحجر
، أو الإشارة إلى كسر النفس وإلهامها الحجر ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وحَجَرَ عليه حَجْراً من باب قتل : منعه التصرف ، وبعضهم قصرالمَحْجُور على الممنوع من التصرف في ماله فهومَحْجُور عليه ، والفقهاء يحذفون الصلة تخفيفا لكثرة الاستعمال ويقولون مَحْجُور وهو شائع ، ومنه « الحَجْر » بالفتح وهو مصدرحَجَرَ القاضي عليه حَجْراً.