قيل ومعنى هُود أنه هدي إلى ما ضل عنه قومه وبعث ليهديهم من ضلالتهم ، قِيلَ وَهود [ نُوحٌ
] بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ نوح [هُودٍ] عليه السلام وَهُوَ بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ إِبْرَاهِيمَ ،
فَلَمَّا انْتَهَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى يُوسُفَ عليه السلام جُعِلَتْ فِي أَسْبَاطِ
إِخْوَتِهِ حَتَّى انْتَهَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى مُوسَى عليه السلام ، فَلَمَّا نَزَلَتِ
التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ، وَكَذَا عِيسَى
عليه السلام بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله.
قوله : ( أَخاهُمْ هُوداً ) [ ٧ / ٦٥ ] أي في النسب لا في الدين ، وإنما قال ( أَخاهُمْ ) لأنه أبلغ في الحجة عليهم. قوله : ( وَقالَتِ الْيَهُودُ ) [ ٢ / ١١٣ ] الآيةاليَهُودُ قوم موسى ، وهو اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث ، لأنه يجري في كلامهم مجرى القبيلة.
قال الزمخشري : والأصل في يَهُود ومجوس أن يستعملا بغير لام التعريف ، لأنهما علمان خاصان لقومين كقبيلتين ،
وإنما جوزوا تعريفهما باللام لأنه أجري يَهُودِيّ
ويَهُود مجرى شعيرة وشعير. قوله : ( إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ
) [ ٧ / ١٥٦ ] أي تبنا. و « الهَوْدُ » في العرف التوبة ، يقال هَادَ يَهُودُ هَوْداً : إذا تاب ورجع إلى الحق. ومنه قول بعضهم « يا صاحب الذنب هُدْ هُدْ واسجُدْ كأنك هُدْهُد ». وقيل (« هُدْنا إِلَيْكَ ») أي سكنا إلى أمرك.
وَعَنِ الصَّادِقِ
عليه السلام سُمِّيَ قَوْمُ مُوسَى الْيَهُودَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ
).