والوُجُودُ : خلاف العدم. واختلف في أنه عين الماهيات أم لا : فجمهور المتكلمين على أن
الوُجُودَ زائد على الماهيات في الواجب والممكن والحكماء في الواجب عينه وفي الممكن زائد
عليه ، ولعل هذا أقرب. وتحقيق البحث في محله. و « الوِجْدَانُ »من القوى الباطنة ، وكل ما يدرك بالقوة الباطنة يسمى الوِجْدَانِيَّاتِ.
( وحد )
قوله تعالى : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ) [ ٨٤ / ١١ ] أي لم يشركني في خلقه ، أووَحِيداً لا مال له ولا بنين وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : الوَحِيدُ وَلَدُ الزِّنَا ، وَهُوَ زُفَرُ.
وعن الشيخ أبو علي
يعني الوليد بن المغيرة. قال : يريد ودعني وإياه وخل بيني وبينه فإني أجزيك في الانتقام
منه عن كل منتقم. قوله : ( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ
بِواحِدَةٍ ) الآية قال المفسر : أي بخصلة واحدة ، وفسرها بقوله ( أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى ) [ ٣٤ / ٤٦ ] على أنه عطف بيان لها ، وأراد بقيامهم إما القيام عن مجلس رسول
الله صلى الله عليه وآله وتفرقهم عنه ، وإما الانتصاب في الأمر والنهوض فيه بالهمة
، والمعنى ( إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ
) إن فعلتموها أصبتم الحق ، هي أن تقوموا لوجه الله خالصا اثنين اثنين وواحدا
وواحدا ( ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) في أمر محمد وما جاء به بعدل وإنصاف من غير عناد ومكابرة ، إن هذا الأمر العظيم
الذي تحته ملك الدنيا والآخرة لا يتصدى لادعاء مثله إلا أحد رجلين : إما مجنون لا يبالي
باقتضاء حد إذا طولب بالبرهان عجز ، وإما عاقل كامل مرشح للنبوة ومؤيد من عند الله
بالآيات والحجج ، وقد علمتم أن محمدا ما به من جنون بل علمتموه أرجح الناس عقلا وأصدقهم
قولا وأجمعهم للمحامد. قال : وما للنفي ويكون استئناف كلام