قوله : ( سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) [٣٧ / ١٥٩ ] براءة من الله وتنزه منه. ويكون « سُبْحَانَ » بمعنى التحميد ، نحو ( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ
لَنا هذا ) [ ٤٣ / ١٣ ] ويكون بمعنى التعجب والتعظيم لما اشتمل الكلام عليه نحو : ( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ) [ ١٧ / ١ ]. قوله : ( سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ
عَظِيمٌ ) [ ٢٤ / ١٦ ] هو تعجب ممن يقول ذلك ، وأصله أن يذكر عند كل متعجب منه ، لأن كل
متعجب يُسَبِّحُ عند رؤية التعجب من صانعه ، ثم كثر ذلك حتى استعمل في كل
تعجب. قوله : ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ
وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) [ ٢١ / ٢٠ ] يعني الملائكة ، جعل التَّسْبِيحُ
لهم كمجرى النفس من بني
آدم لا يشغلهم عنه شيء. ويجيء في « ملك » مزيد بحث لهذا إن شاء الله تعالى.