قوله تعالى : ( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ
أَمْرِ رَبِّي ) [ ١٧ / ٨٥ ] قيل : يعني الرُّوحَ
الذي به الحياة ( مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي مما استأثر به وأنتم لا تعلمونه. وقيل غير ذلك كما سيأتي إن شاء الله. والرُّوحُ في قوله تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ
وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) [ ٧٨ /٣٨ ] على ما ذكره بعض المفسرين : ملك عظيم من ملائكة الله تعالى ، له
ألف وجه في كل وجه ألف لسان يسبح الله تعالى بسبعين ألف لغة ، لو سمعوه أهل الأرض لخرجت
أرواحهم ، لو سلط على السماوات والأرض لابتلعهما من أحد شفتيه ، وإذا
ذكر الله تعالى خرج من فيه قطع من النور كأمثال الجبال العظام ، موضع قدميه مسيرة سبعة
آلاف سنة ، له ألف جناح يقوم وحده يوم القيامة والملائكة وحدهم وهو قوله تعالى ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا
). قوله : ( فَأَرْسَلْنا إِلَيْها
رُوحَنا ) يعني جبرئيل ( فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً
سَوِيًّا ) [ ١٩ / ١٧ ]