قال الشيخ ميثم
: كنى بِانْتِكَاثِ فَتْلِهِ عن انتقاض الأمور عليه وما كان يبرمه من الآراء
دون الصحابة ، واستعار لفظ الإجهاز لفتله وكذلك لفظ الكبو الذي هو حقيقة في الحيوان
لفساد أمره بعد استمراره ، كالكبو بعد استمرار الفرس من العدو ، وكنى ببطنته عن توسعه
في بيت المال ، والانثيال
: تتابع الشيء يتلو بعضه
بعضا كعرف الضبع.
باب ما أوله الواو (ورث)
قوله تعالى : ( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) [ ٢٣ / ١٠ ـ ١١ ] قال المفسر : ما من أحد يدخل الجنة حتى يعرض عليه مكانه من
النار فيقال له هذا مكانك الذي لو عصيت الله لكنت فيه ، وما من أحد يدخل النار حتى
يعرض عليه مكانه من الجنة فيقال له هذا مكانك الذي لو أطعت الله لكنت فيه ، فَيُورَثُ هؤلاء وهؤلاء مكان هؤلاء ، وذلك قوله تعالى ( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ ) الآية. وأقل المؤمنين منزلة في الجنة من له فيها مثل الدنيا عشر مرات. قوله
تعالى : ( وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ
أَكْلاً لَمًّا ) [ ٨٩ / ١٩ ] التُّرَاثُ
بالضم : ما يخلفه الرجل
لِوَرَثَتِهِ ، وأصله الواو أي الْوِرَاثُ
، فقلبت الواو تاء. قوله
: ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ
الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ ) [ ٧ / ١٣٧ ] الآية. قال المفسر : يعني بني إسرائيل ، فإن القبط كانوا يستضعفونهم
، وأَوْرَثَهُمْ الله بأن مكنهم وحكم لهم بالتصرف وأباح لهم ذلك بعد