والمفعول في جميعها
محذوف ، والمعنى كيف خلقتها وكيف نَصَبْتُهَا وكيف رفعتها وكيف سطحتها. قوله : ( أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ
بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ) [٣٨ / ٤١ ] أي ببلاء وشر ، يريد مرضه وما كان يقاسيه من أنواع الوصب ، ويقال
النَّصَبُ في البدن والعذاب في ذهاب الأهل والمال ، وأما نسبته إلى
الشيطان لما كان يوسوس إليه من تعظيم ما نزل به من البلاء ويغريه إلى الجزع والتجأ
إلى الله تعالى. قال الشيخ أبو علي : قرىء « نُصُبٌ » بضم النون وبفتح النون والصاد وبضمهما. قوله : ( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا
رَزَقْناهُمْ ) [ ١٦ / ٥٦ ] يعني بذلك ما كانت العرب يجعلونه للأصنام نَصِيباً في زرعهم وإبلهم وغنمهم ، فرد الله عليهم فقال : ( تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ
). قوله : ( لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا
اكْتَسَبُوا ) [ ٤ /٣٢ ] جعل تعالى ما قسمه لكل من الرجال والنساء على حسب ما عرفه من الصلاحية
كسب له. قوله : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا
ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً ) [ ٦ / ١٣٦ ] النَّصِيبُ
: الحظ من الشيء ، يعني
كفار مكة وأسلافهم ، كانوا يجعلون أشياء من الحرث والأنعام لله وأشياء منهما لآلهتهم
، فإذا رأوا ما جعلوه لله ناميا زاكيا رجعوا فجعلوه للآلهة وإذا زكى ما جعلوه للآلهة
تركوه لها وقالوا إن الله غني.