قوله : ( كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً
) [ ٢ / ١٦٨ ] الطَّيِّبُ
يقال لمعان : الأول المستلذّ
، الثاني ما حلله الشارع ، الثالث ما كان طاهرا ، الرابع ما خلي عن الأذى في النفس
والبدن. وهو حقيقة في الأول لتبادره إلى الذهن عند الإطلاق ، والخبيث يقابل الطَّيِّبَ بمعانيه. قوله : و ( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ
لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ) [ ٥ / ٤ ] قال المفسر : يحتمل أن يكون « ما » وحدها اسما ، ويكون « ما » و
« ذا » اسما مرفوعا بالابتداء » وأحل » خبر. والطَّيِّبُ
: المستلذ. قوله : ( مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ) [ ٢ / ٢٦٧ ] أي مما كسبتم. قوله : ( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً
طَيِّبَةً ) [ ١٦ / ٩٧ ] قال المفسر : يعني في الدنيا ، وهو الظاهر لقوله ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ) الآية وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هِيَ الرِّزْقُ الْحَلَالُ.
قوله : و ( الطَّيِّبُ مِنَ الْقَوْلِ ) [ ٢٢ / ٢٤ ] فسر بقول « لا إله إلا الله ». قوله : (وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ) [ ٢٤ / ٢٦ ] أي الطَّيِّبَاتُ من الكلام للطاهرين من الرجال ، والطَّيِّبَاتُ من الكلام أفضله وأحسنه. قوله : (طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) [٣٩ / ٧٣ ] أي طِبْتُمْ للجنة ، لأن الذنوب والمعاصي مخابث في الناس ، فإذا أراد
الله أن يدخلهم الجنة غفر لهم تلك الذنوب ففارقتهم تلك المخابث والأرجاس من الأعمال
فَطَابُوا للجنة ، ومن هذا قول العرب « طَابَ لي هذا » أي فارقته المكاره وطَابَ
له العيش : فارقته المكاره
،