قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ ٤٢ / ٥٢ ] ومعناه الدلالة ، ومثله ( فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ ) [ ٣٧ / ٢٣ ] ، وقوله : ( قُلِ اللهُ يَهْدِي
لِلْحَقِ ) [ ١٠ / ٣٥ ] وقوله : ( إِنَّ هذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) [ ١٧ / ٩ ] وقوله : ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى
) [ ٩٢ / ١٢ ] وقوله : ( أَوْ أَجِدُ عَلَى
النَّارِ هُدىً ) [ ٢٠ / ١٠ ] وقوله : ( وَما كانَ اللهُ
لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ ) [ ٩ / ١١٥ ] كل ذلك بمعنى الدلالة ، وكذا قوله : ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) [ ٩٠ / ١٠ ] لأن الآية واردة في معرض الامتنان ، ولا
يمن بالإيصال إلى طريق الشر ، ومثله ( إِنَّا هَدَيْناهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) [ ٧٦ / ٣ ] أَيْ عَرَّفْنَاهُ إِمَّا آخِذٌ وَإِمَّا
تَارِكُ ـ كَذَا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام [١]. قال بعض
الأفاضل : وبهذا يظهر ضعف التفصيل بأن الْهِدَايَةَ إن تعدت إلى المفعول الثاني بنفسها كانت بمعنى الدلالة
الموصلة إلى المطلوب ، وإن تعدت باللام أو إلى كانت بمعنى الدلالة على ما يوصل.
قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ
الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ) [ ٧ / ١٠٠ ] قال الشيخ أبو علي : المعنى : أولم يَهْدِ للذين يخلفون من خلا قبلهم في ديارهم ويرثونهم أرضهم
هذا الشأن وهو أنا لو أصبناهم بذنوبهم كما أصبنا من قبلهم وأهلكناهم كما أهلكنا
أولئك. وقرئ أولم