وَفِي
الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ عَنِ النَّبِيِّ (ص) : « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌ مَوْلَاهُ
» [١]. قيل في معناه : أي من أحبني وتَوَلَّانِي فليحبه ولِيَتَوَلَّهُ
، وقيل أراد وَلَاءَ الإسلام كقوله تعالى : ( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا )
وَقَوْلُ عُمَرَ : « أَصْبَحْتَ
مَوْلَايَ وَمَوْلَى
كُلِّ مُؤْمِنٍ
وَمُؤْمِنَةٍ ».
وفي معاني
الأخبار : « الْمَوْلَى في اللغة يحتمل أن يكون مالك الرق كما يملك الْمَوْلَى عبده وله أن يبيعه أو يهبه ، ويحتمل أن يكون المعتق من
الرق ، ويحتمل أن يكون الْمَوْلَى
المعتق ، وهذه الأوجه
الثلاثة مشهورة عند الخاصة والعامة ، فهي ساقطة في قول النبي (ص) لأنه لا يجوز أن
يكون عنى بِقَوْلِهِ : « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ
فَعَلِيٌ مَوْلَاهُ ». واحدة منها لأنه لا يملك بيع المسلمين ولا عتقهم من
رق العبودية ولا أعتقوه (ع) ، ويحتمل أيضا أن يكون الْمَوْلَى
ابن العم ، قال الشاعر
[٢] :
مهلا بني
عمنا مهلا مَوَالِينَا
لم تظهرون
لنا ما كان مدفونا
ويحتمل أن يكون
الْمَوْلَى العاقبة ، قال الله عزوجل : ( مَأْواكُمُ النَّارُ
هِيَ مَوْلاكُمْ ) أي عاقبتكم وما يئول بكم الحال إليه ، ويحتمل أن يكون الْمَوْلَى لما
يَلِي الشيء مثل خلفه
وقدامه ، قال الشاعر [٣] :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه
[١] هذا الحديث
مذكور في الكافي ج ١ ص ٢٨٧ وج ٤ ص ٥٦٦ ومن لا يحضر ج ٢ ص ٣٣٥.
[٢] لسان العرب (
ولي ) وفيه : امشوا رويدا كما كنتم تكونونا بدلا عن الشطر الثاني في البيت.