قال الشيخ أبو
علي : والحديث طويل وفيه أَنَّ رَسُولَ اللهِ (ص) قَالَ : « اللهُمَ ( اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) ... ( وَاجْعَلْ لِي
وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) عَلِيّاً ( أَخِي اشْدُدْ بِهِ ) ظَهْرِي » قَالَ أَبُو ذَرٍّ : فَوَاللهِ مَا
اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّى نَزَلَ جَبْرَئِيلُ (ع) فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ
اقْرَأْ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ ). الآية. قال : المعنى : الذي يَتَوَلَّى تدبيركم ويَلِي
أموركم ( اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الذين هذه صفاتهم ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ). قال الشيخ أبو علي : قال جار الله : إنما جيء به على
لفظ الجمع ـ وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ـ ليرغب الناس في مثل فعله ولينبه أن
سجية المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان. ثم قال الشيخ
أبو علي : وأقول : قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم فلا
يحتاج إلى الاستدلال عليه ، فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة عَلِيٍّ (ع)
بعد النبي (ص) بلا فصل [٣]