« إِنَّ اللهَ
تَعَالَى أَخَذَ مِنْ شِيعَتِنَا الْمِيثَاقَ كَمَا أَخَذَ عَلَى بَنِي آدَمَ ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) فَمَنْ وَفَى
لَنَا وَفَى اللهُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ». قال بعض المستبصرين : وقع
التصريح عنهم (ع) بأن فعل الأرواح في عالم الأبدان موافق لفعلهم في يوم الميثاق ،
والمراد من « وفى لنا » في عالم الأرواح وعالم الأبدان بما كلفه الله من
التسليم لنا » وفى الله له بالجنة ».
وَفِي
الْخَبَرِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ : أَحْصَيْتُ لِعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ مَنْ وَافَى عَنْهُ فِي عَامٍ وَاحِدٍ خَمْسَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ
رَجُلاً. أي حج عنه هذا العدد [٣] وفي الدروس : قد أحصي في عام واحد خمسمائة وخمسون رجلا
يحجون عن علي بن يقطين أقلهم سبعمائة دينار وأكثرهم عشرة آلاف. قال بعض المتبحرين
: لا يخفى أن قوله : « أقلهم » و « أكثرهم » يحتمل أن يراد أقل ما يعطي أحدهم
وأكثره ، أو الأقل منهم والأكثر ، وكيف كان فلو جعلنا لبعضهم العدد الأقل ولبعضهم
الأكثر لصار المبلغ مقدارا كليا لا
تفي به خزانة كثير
من ملوك زماننا هذا ،
[١] في الكافي ج ٤ ص
٤٠٤ «
لتشهد عندك لي (بِالْمُوَافَاةِ)
».
[٣] انظر الخبر في
رجال الكشي ص ٢٣٨ ، ولد علي بن يقطين بن موسى البغدادي سنة ١٢٤ وتوفي سنة ١٨٢ ،
روى الحديث عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (ع). انظر رجال النجاشي ص ٢٠٩
والفهرست للطوسي ص ١١٦ وقد ذكر الكشي أحاديث كثيرة تدل على عظمة الرجل ومنزلته
الرفيعة عند الأئمة والشيعة الإمامية مع أنه كان في خدمة السفاح والمنصور ـ فراجع.