والمجاوزة ـ كعن
ـ كقوله تعالى : ( فَسْئَلْ بِهِ
خَبِيراً ) وقوله : ( يَسْعى نُورُهُمْ
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) وقوله : ( يَوْمَ تَشَقَّقُ
السَّماءُ بِالْغَمامِ ) وقيل : الباء هنا للحال ، أي وعليها الغمام ، كما تقول : « ركب
الأمير بسلاحه » أي وعليه سلاحه والاستعلاء ـ كعلى ـ كقوله تعالى : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ
بِقِنْطارٍ ) أي على قنطار.
والغاية كقوله
تعالى : ( وَقَدْ أَحْسَنَ بِي ) أي إلي.
والتوكيد ـ وهي
الزائدة ـ كقوله تعالى ( وَكَفى بِاللهِ
حَسِيباً ). وللدلالة على التكرير والدوام « كأخذت بالخطام ».
وفي المغني :
اختلف النحويون في الباء من قوله : ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ ) فقيل : للمصاحبة و « الحمد » مضاف إلى المفعول أي سبحه حامدا ، أي نزهه عما
لا يليق به وأثبت له ما يليق به ، وقيل : للاستعانة و « الحمد » مضاف إلى الفاعل ،
أي سبحه بما حمد به نفسه.
قال : واختلف
أيضا في « سبحانك اللهم وبحمدك » فقيل : جملة واحدة ، والواو زائدة ، وقيل :
جملتان والواو عاطفة ومتعلق الباء محذوف ، ثم قال : وتكون الباء للتبعيض ـ أثبت ذلك الأصمعي والفارسي والثعلبي وابن
مالك ، قيل والكوفيون وجعلوا منه قوله تعالى : ( عَيْناً يَشْرَبُ
بِها عِبادُ اللهِ ) قيل : ومنه قوله تعالى : ( وَامْسَحُوا
بِرُؤُسِكُمْ ) انتهىز
ومجيئها
للتبعيض وكونها في الآية له مما لا شك فيه ، كما عليه الإمامية ونطق به الخبر
الصحيح عن زرارة عن الباقر (ع) [٣] ويتم الكلام في بعض إن شاء الله تعالى [٤]
[١] نحو قوله تعالى
: (ادخلوا
الجنّة بما كنتم تعملون).