بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) [ ٢٤ / ٣٧ ] أي لا تشغلهم.
قوله تعالى : ( فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) [ ٨٠ / ١٠ ] أي تتشاغل وتتغافل ، محذوف منه إحدى
التائين من قولهم : « تَلَهَّيْتُ
عن الشيء » و « لَهَيْتُ عنه وتركته ».
وَفِي
الْحَدِيثِ : « يُحَرِّكُ الرَّجُلُ لِسَانَهُ فِي لَهَوَاتِهِ
». هي بالتحريك جمع « لَهَاتٍ » كحصاة وهي سقف الفم ، وقيل : هي اللحمة الحمراء
المتعلقة في أصل الحنك ، وتجمع أيضا على « لَهًى
» كحصى.
و « اللُّهْوَةُ » بالضم : ما يلقيه الطاحن في فم الرحى بيده.
و « لَهِيتُ عن الشيء » بالكسر : إذا سلوت عنه وتركت ذكره وأضربت
عنه. و « هم لُهَاءُ مائة » مثل زهاء مائة.
وَفِي دُعَاءِ
الْخَلْوَةِ : « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجَ عَنِّي أَذَاهُ [ وَأَبْقَى
فِيَّ قُوَّتَهُ ] يَا لَهَا نِعْمَةً » ثَلَاثاً [١]. قيل : إن
اللام في يا لها نعمة للاختصاص دخلت هنا للتعجب ، والضمير يرجع إلى النعمة
المذكورة سابقا ، أو إلى ما دل عليه المقام من النعمة ، ونصب نعمة على التمييز نحو
« جاءني زيد فيا له رجلا » ولفظ « ثلاثا » قيد لهذه الجملة الأخيرة أو لمجموع
الدعاء.
باب ما أوله الميم
( ما )
قوله تعالى : ( ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ ) [ ١٨ / ٢٥ ] المائة من العدد أصلها مأي كحمل حذفت لام الكلمة وعوض عنها
الهاء ، وإذا جمعت بالواو قلت : « مئون » بكسر الميم ، وبعضهم يضمها وجوزوا مآت
ومئين ، ويقال : « ثلاثمائة » بالتوحيد ، وهو الصواب ، وبه نزل القرآن الكريم ،
قال الله تعالى : ( ثَلاثَ مِائَةٍ
سِنِينَ ) بالتوحيد ، ولذا نقل عن البعض أنه قال : وأما مِئَاتٌ ومِئِينَ فهو عند أصحابنا شاذّ.