ومعناه سيقرأ عليك جبرئيل بأمرنا فتحفظ فلا تنساه ، والنسيان : ذهاب المعنى
عن النفس ، ونظيره السهو ، ونقيضه الذكر ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي.
قوله تعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) [ ٩٦ / ١ ] أكثر المفسرين على أن هذه الآية أول ما نزل
من القرآن ، ويدل على ذلك حَدِيثُ الْبَاقِرِ (ع) قَالَ : « أَوَّلُ مَا نَزَلَ
مِنَ الْقُرْآنِ ( بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ، وَآخِرُهُ ( إِذا جاءَ نَصْرُ
اللهِ ) » [١]. وقيل : أول ما نزل ( يا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ ). وقيل : فاتحة الكتاب. وقيل : ومعنى اقْرَأْ الأول أوجد القراءة من غير اعتبار تعديته إلى مقروء به
كما يقال : « فلان يعطي » أي يوجد الإعطاء من غير اعتبار تعديته إلى المعطى. قال
بعض المحققين : وهذا مبني على أن تعلق ( بِاسْمِ رَبِّكَ ) ب
اقْرَأْ الثاني ،
ودخول الباء للدلالة على التكرير والدوام كقولك : « أخذت الخطام » و « أخذت
بالخطام » والأحسن أن ( اقْرَأْ )الأول والثاني كليهما منزلان منزلة اللازم ، أي افعل
القراءة وأوجدها ، والمفعول محذوف في كليهما أي اقرأ القرآن ، والباء للاستعانة أو
الملابسة ، أي مستعينا باسم ربك أو متبركا أو مبتدءا به قوله تعالى : ( وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ ) [ ٢٧ / ٩٢ ] هو اسم لكتاب الله تعالى خاصة لا يسمى به
غيره ، وإنما سمي قُرْآناً لأنه يجمع السور ويضمها ، وقيل لأنه جمع القصص والأمر
والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض ، وهو مصدر كالغفران والكفران
، يقال : « فلان يَقْرَأُ
قُرْآناً حسنا » أي
قراءة حسنة.